أزمة الكهرباء في قطاع غزة تُفاقم الأزمات الصحية و تزيدُها
- 24 April 2017
- فئة المقال : تقارير اخبارية
ما زالت الأوضاع الصحية في تدهور مستمر جراء أزمة الكهرباء التي يعاني منها قطاع غزة، وتزداد المأساة الإنسانية تفاقماً حيث يتعرض العديد من المرضى لمخاطر صحية جسيمة تصل حد الموت، وقد تسبب هذا الانقطاع - والذي يزيد على 12 ساعة يوميا- بشلل للخدمات الصحية التي تقدمها المستشفيات للمرضى، وهذه الأزمة أدخلت الحقل الطبي في كارثة إنسانية وشيكة الوقوع، حيث أن كل المستشفيات في غزة تعاني مشاكل كثيرة وخطيرة أهمها :
* اقتصار تشغيل المولدات الكهربائية على الأقسام الحساسة والحيوية، كغرف العناية المركزة وغسيل الكلى وصيدليات العلاج الكيماوي والمختبرات الطبية وأقسام الأشعة، وقد ذكر د. عاطف الحوت مدير مستشفى أبو يوسف النجار أن (82) مريضاً بالفشل الكلوي والذين يرتادون (15) جهاز غسيل الكلى يجب أن يُجروا عمليات الغسيل الكلوي في موعدها المحدد، و أي تقليص لها سيؤدى حتماً إلى مضاعفات خطيرة في حالتهم الصحية.
* توجيه الطاقة فقط للأقسام التي تُؤثر على حياة المرضى بشكل مباشر، فقد حذر د.جميل سليمان مدير مستشفى بيت حانون من أن خدمات الأجهزة الإنعاشية في قسم الطوارئ و الحوادث داخل المستشفى كأجهزة الصعق الكهربى و محطات الأكسجين و التنفس الصناعي في حالة تدهور بسبب أزمة الكهرباء، مما سيؤثر على (170) مريضاً يرتادون القسم يومياً لتلقي الخدمات الاسعافية والعلاجية الطارئة.
* تأجيل العمليات الجراحية المُجدولة والتي تؤدي إلى تدهور الحالة الصحية للمرضى، كما حدث في مستشفى الشفاء الذي أكد مديرها دكتور مروان أبو سعدة تأجيل 1000 عملية جراحية مجدولة. وأكد د. وليد ماضي مدير مستشفى الهلال الإماراتي للنساء و التوليد بمحافظة رفح على أن جميع الولادات فى المستشفى لا تحتمل الانتظار أو التأجيل خاصة العمليات القيصرية.
* عدم القدرة على تشغيل العديد من الأجهزة الطبية التي تحتاج إلى أحمال كهربائية عالية كأجهزة الرنين المغناطيسي والقسطرة القلبية وأجهزة الأشعة المقطعية، لأن تذبذب وضعف الكهرباء يؤدي إلى تعطلها وتوقف الخدمة لفترات طويلة، بسبب عدم توفر قطع الغيار وعدم إدخالها عبر المعابر المغلقة، كما حذر د.سليمان مدير مستشفى بيت حانون إلى أن هناك أكثر من (50) مريضاً منومين داخل أقسام المستشفى المختلفة والتي تحتاج باستمرار إلى التيار الكهربائي، خاصة مرضى القلب الذين يعتمدون بشكل رئيسي على أجهزة الـ"مونتور" لفحص العلامات الحيوية كالنبض والضغط ومعدل التنفس، بالإضافة إلى أجهزة رسم القلب، والموجات الصوتية .
* تلف الأدوية وتعطل أجهزة التخدير والتعقيم وأجهزة الـ"مونيتور" الخاصة بمراقبة الأجنة أثناء الولادة، و قد أشار مدير مستشفى الولادة في مجمع الشفاء الطبي د. منذر غزال أن مستشفى الشفاء يستقبل (50) حالة يومياً وتحول له الحالات الخطيرة والمتعسرة، كما حذرت وزارة الصحة من تعطل (11) غرفة عمليات نساء وتوليد فيها (250) عملية جراحية وولادة قيصرية مما سيعرض حياة الأمهات ومواليدهن للخطر.
* تقليل الخدمات في أقسام الطوارىء، حيث أشار د.شوقى سالم مدير المستشفى الأندونيسي أنه سيتم حرمان (4500) مريض من خدمات العيادات الخارجية بمتوسط (150) مريض يومياً، إلى جانب حرمان ( 350 ) مريض يرتادون قسم الطوارئ و الحوادث بشكل يومي.
* تأثر حضانات الأطفال الخدج، فقد أوضح د. علام أبو حامدة استشاري الأطفال ورئيس قسم الحضانات أن قسم الحضانة بمستشفي الولادة بمجمع الشفاء الطبي يستقبل شهريا ما يقارب (200) حالة، وكلهم بحاجة إلي عناية خاصة، فمنهم من هو بحاجة إلي أجهزة التنفس الصناعي، وحالات أخرى بحاجة إلي البقاء لفترات طويلة في حاضنات خاصة تحافظ على درجة حرارة المواليد، وستكون حالتهم حرجة جداً قد تؤدي إلي الوفاة في حال انقطاع التيار الكهربائي. كما أوضح د.أيمن الزهار رئيس قسم الحضانة والعناية المركزة للأطفال بالمستشفى الأوروبي بأن المواليد الذين تتراوح أعمارهم من (0 يوم – 28 يوم) يحتاجون إلى علاج متواصل و عناية مكثفة، مشيراً إلى أن كل مولود يتصل جسده بأجهزة التنفس الصناعي ومنشطات القلب، وأجهزة العلاج الضوئي لاصفرار الخدج (اليرقان)، والتدفئة المتنقلة إلى جانب التدفئة المركزية، والأشعة المتنقلة وجهاز فحص غازات الدم. وأشار د.ماضي بأن المستشفى يجرى يومياً (20) حالة ولادة طبيعية، و(10) ولادات قيصرية مجدولة و طارئة، بالإضافة إلى أن قسم الطوارئ يستقبل (60) حالة يومياً، فيما تستقبل العيادات الخارجية (54) حالة يومياً.
*تأثر الجوانب الإدارية في المستشفيات، كما صرح الدكتور يوسف العقاد مدير مستشفى غزة الأوروبي، أنه سوف تتوقف أجهزة الحاسوب المرتبطة ببرنامج النظام المحوسب، وبالتالي تتأثر كثير من الخدمات الإدارية التي تعتمد عليها الإجراءات الطبية والتمريضية، كما سيستفحل هذا التأثير في كافة المرافق لاسيما أن المستشفى الأوروبي مستشفى محوسب منذ نشأته في العام 2000 وهو ما يزيد من التأثير السلبي على سير المنظومة الصحية فيه.
* هذا إضافة إلى التسبب بأعطال متكررة للمولدات الكهربائية لتشغيلها فوق حجم طاقتها المحدد، وتقليص الخدمات الطبية بما تسمح به الطاقة المتوفرة، وتوقف غرف العمليات عن العمل، وتحويل الحالات الحرجة إلى المستشفيات الخاصة خوفا على حياة المرضى.
وقد ناشدت وزارة الصحة الفلسطينية و المدراء الطبيون في المستشفيات كلاً من المؤسسات الإنسانية والمنظمات الحقوقية والضمير العالمي للتدخل العاجل لحل هذه المأساة قبل تفاقمها أكثر والتي يدفع ويلاتها النساء والأطفال والشيوخ وذوي الأمراض الخطيرة.
الجدير بالذكر أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد حذرت من تداعيات أزمة الكهرباء في قطاع غزة و قالت السيدة سهير زقوت المتحدثة باسم الصليب الأحمر بغزة "إن اللجنة الدولية تتابع عن قرب الأزمة التي تمر بها غزة، وتحذر من أن عدم وصول الوقود سوف يفاقم معاناة المواطنين ويهدد حياة المرضى داخل مشافي وزارة الصحة ". كما ودعا مبعوث الأمم المتحدة، في الشرق الأوسط "نيكولاي ميلادينوف" كل الأطراف المعنية للعمل على إنهاء أزمة كهرباء غزة بسبب الأوضاع الصعبة والمتوترة التي يمر بها المواطنين في القطاع. وعبرت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عن قلقها العميق إزاء المعاناة الشديدة التي يتكبدها المواطنون في قطاع غزة بسبب تجدد أزمة انقطاع التيار الكهربائي، وآثارها الوخيمة على كافة تفاصيل حياة المواطنين.
فريق العون الصحي
جميع الآراء والتعليقات المطروحة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي للموقع بل تمثل وجهة نظر الكاتب