قطاع الصحة في غزة يستقبل شهر رمضان بأزمات مستمرة
- 30 May 2017
- فئة المقال : تقارير اخبارية
قطاع الصحة في غزة يستقبل شهر رمضان بأزمات مستمرة
حذر رئيس قطاع الصحة والبيئة في قطاع غزة د. باسم نعيم من الانعكاسات الخطيرة للأزمة الراهنة على ما يُقدم من خدمات صحية نوعية للمرضى. وقال نعيم، خلال جولة تفقدية لمستشفى غزة الأوروبي"إننا وأمام هذه المكتسبات الصحية الوطنية ندق ناقوس الخطر جراء ما تتعرض له منظومة العمل الصحي في قطاع غزة من تهديدات بالتوقف وتقليص الخدمات وحرمان المرضى من حقوقهم العلاجية". وأضاف، "نتابع تأثيرات أزمة نقص الادوية والمستهلكات الطبية وتداعياتها الخطيرة على مئات المرضى الذين ينتظرون إجراء العمليات الجراحية في مختلف التخصصات". وأشار نعيم، إلى أن وزارة الصحة تعمل على مدار الساعة لتجنيب الخدمات الصحية وبالتالي المرضى مخاطر هذه الأزمة.
كما حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من انهيار شامل للبنية التحتية والاقتصاد جرّاء شح الطاقة والنقص الحاد للوقود في قطاع غزة. وقالت اللجنة الدولية في بيان صحفي، إن "شح الطاقة والنقص الحاد بالوقود في غزة عمل على الإضرار بجميع جوانب الحياة في القطاع". وأضافت أن "هذا الأمر يوشك أن يحدث انهياراً شاملاً للبنية التحتية والاقتصاد المتهالكين فيها بالفعل". وأشارت اللجنة، إلى أن "أزمة جديدة تلوح في الأفق في قطاعي الصحة العامة والبيئة، بسبب شح الطاقة، إذا لم يحدث تدخل فوري". ولفتت إلى أن "شح الوقود والطاقة قد وصل لمستوى حرج، مما يهدد توفير خدمات أساسية، بما فيها الرعاية الصحية ومعالجة مياه الصرف الصحي وإمدادات المياه النقية". وتجدر الإشارة إلى أن القطاع الذي يعيش فيه نحو مليوني نسمة، يعاني من أزمة كهرباء حادة لما يقارب عشر سنوات، إذ تصل ساعات قطع التيار الكهربائي في الوقت الراهن إلى 14-16 ساعة يومياً.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الخدمات الصحية تشهد مرحلة عصيبة جراء التراجع الخطير في مقوماتها الأساسية من الأدوية والمستهلكات الطبية وحليب الأطفال والوقود. وذكر الناطق باسم وزارة الصحة د.أشرف القدرة أن 175 صنفاً من الأدوية والمستهلات الطبية أصبح رصيدها صفر، وغياب 35% من الأدوية الأساسية والتخصصية لا سيما 90% من أدوية السرطان و 40% من المستهلكات الطبية الهامة. وأكد القدرة أن مجمل الخدمات الصحية تعاني نقصاً حاداً في الأرصدة الدوائية، مما وضع العديد من المرضى خاصة مرضى السرطان والدم والكلى والقلب، في حالة خوف حقيقي على مستقبل حياتهم التي تعتمد على أنواع خاصة من الأدوية. وحذر من أن استمرار هذه الأزمة الخانقة التي تمر بها وزارة الصحة، سيضع آلاف المرضى في خطر حقيقي، مطالبا كافة الجهات المحلية والإقليمية والدولية التحرك العاجل لإنقاذ القطاع الصحي وحماية المنظومة الصحية من خطر الانهيار والتي تتربص بها الأزمات المركبة من كل جانب. وحمّل القدرة الجميع مسؤولية استمرار هذه الوضع الذي لا يحتمل والذي تشهده كافة المستشفيات والمراكز الصحية، التي أصبحت عاجزة بشكل كبير عن تقديم الخدمة الصحية المطلوبة للعديد من المرضى في قطاع غزة، بسبب الحصار ضد قطاع غزة. كما حذر من نفاذ منحة الوقود الدولية الأخيرة، لتشغيل المولدات الكهربائية، واستنزاف كميات كبيرة منها، جراء انقطاع الكهرباء لساعات طويلة تصل في بعض الأحيان لـ 18 ساعة يوميا. ودعا القدرة جميع الجهات المحلية والاقليمية والدولية بالتحرك العاجل لدعم احتياجات المرضى في قطاع غزة من الادوية والمستهلكات الطبية والوقود. وقد ذكرت وزارة الصحة في بيان سابق لها، أن انقطاع التيار الكهربائي يؤثر على نحو 40 غرفة عمليات، و11 غرفة عمليات للولادة القيصرية، و117 جهاز غسيل دم لمرضى الفشل الكلوي، يتوجه لها 650 مريضاً 3 مرات أسبوعياً. وقال القدرة، "إنه لا يوجد في الأفق أي حل لهذه الأزمات المتراكمة"، مشيراً إلى أن المؤسسات الدولية والإغاثية والحقوقية وفصائل العمل الوطني تقف على تفاصيلها لحظة بلحظة. واعتبر أن المؤسسات الإغاثية شريكٌ أساسيٌ في حماية ودعم الحقوق والمتطلبات العلاجية للمرضى الذين يُعانون جراء استمرار الحصار لقطاع غزة.
وقال منير البرش، مدير عام قطاع الصيدلة في الوزارة، خلال مؤتمر صحفي عُقد بمقرّ الإدارة: " النزف الخطير في قوائم أرصدة الأدوية والمستهلكات الطبية، أخذ منذ مطلع العام، مؤشرات تصاعدية، نقص الأدوية واستمرار أزمة الكهرباء، يشكّلان تهديداً خطيراً على مجمل الخدمات الصحية المقدّمة". وتابع: "إنه ومع قرار وقف توريد الأدوية والمستلزمات الطبية، من وزراة الصحة برام الله، وصلت نسبة العجز في الأدوية حتّى نهاية شهر إبريل/ نيسان الماضي، إلى حوالي 35%، فيما بلغت نسبة العجز في المستلزمات الطبية حوالي 40%" معلنًا عن نفاد 170 صنف من الأدوية و270 صنفاً من المستلزمات الطبية. وذكر البرش أن نقص الأدوية والمستلزمات الطبية يشكّل خطورة بالغة على مرضى "السرطان، وعمليات التخدير، والعناية المركزة، وغسيل الكلى، والرعاية الصحية الأولية".
وشدد البرش على أن تفاقم الأزمة يهدد من قدرة الوزارة على تلبية الاحتياجات الصحية لما يزيد عن 2 مليون مواطن بغزة، مضيفًا" إن استمرار النقص في الأدوية ينذر بكارثة صحية تنعكس سلباً على حياة المرضى".
فريق العون الصحي
جميع الآراء والتعليقات المطروحة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي للموقع بل تمثل وجهة نظر الكاتب